رئيس التحرير : مشعل العريفي
 حمود أبو طالب
حمود أبو طالب

سلامات يا شورى

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

نستطيع أن نتفهم دوافع وأسباب الحملة الهجومية المنظمة على كتاب الرأي التي بدأت أخيراً عندما تنحصر في مجموعة معروفة من أصحاب الفكر الذي يصر على تسيد المشهد والاستحواذ الكلي على المجتمع، والذي لم يعد خافيا على الكثير أنه فريق يحمل في أجندته طموحا يتعدى الجانب الديني إلى تطلعات لا تخلو من التسييس، نستطيع تفهم ذلك عندما يأتي هذا الخطاب من المنابر المعروفة كخطب الجمعة والمحاضرات والنشاطات الدعوية، حتى لو كان أحيانا صارخا ومحموما كما حدث في إحدى الجمع القريبة عندما توحدت الخطب في الهجوم على الكتاب والصحافة والدعاء عليهم بأقسى وأشد دعاء، ووصفهم بما تأنف النفوس السوية من قوله، واتضح أن ذلك تم بترتيب مسبق وضغط على بعض الخطباء كما اعترف أحدهم لهذه الصحيفة في حينه، ونستطيع استيعاب أن يكون هذا الهجوم علنيا في المحاضن والساحات التي تتخللها الفوضى وغياب الانضباط وعدم الاحتكام لأنظمة الدولة وضوابطها، والتي تملؤها جموع الأتباع المنقادين، ولكن من الصعب جدا أن نتوقع أن مثل هذا الخطاب العشوائي الإقصائي التخويني الخطير ينتقل الى مؤسسة معتبرة كمجلس الشورى الذي يتوقع المجتمع أن النخبة الموجودة فيه هم من أكثر الناس إدراكا لخطورة هذا الخطاب، وأنهم الأشد حرصا على تجنبه وتجنيب المجتمع منه، بحكم مسؤوليتهم الوطنية والثقافية والرسمية التي يفرضها النظام بأن يكونوا بمنأى عن كل ما يضر بالمجتمع أو يتسبب في الفرقة والانقسام. للأسف فإن مجلس الشورى منحاز الى الصمت حتى الآن تجاه ما أدلى به أحد أعضائه مستغرقا معظم وقت الجلسة في الهجوم على الكتاب، ووصمهم بتهم خطيرة تمس الوطنية والانتماء، وتخرجهم من خانة الحريصين على الوطن ومقدراته إلى خانة الخونة والمتسببين في ضرره، هكذا دون مناسبة أو دليل ثابت أو حجة دامغة، ولم يستثنِ أحدا حتى العدد الكبير من زملائه وزميلاته في المجلس عدا شخصين منهم فقط حصر فيهما النفع والوطنية ورجاحة العقل والرأي. وليس من حجرٍ على رأي العضو لو كان قاله في مجلس آخر خاص أو عام غير مجلس الشورى الذي برمزيته يعني شيئا مهما عندما يقال فيه ذلك القول. المشكلة أن المجلس لم يعقب أو يفند ما حدث، وكأن الموضوع ليس مهما، أو كأنه راضٍ عنه، وهذا ما لا يمكن قبوله؛ لأنه ربما يكون تدشينا لأن يصبح المجلس منبرا جديدا مختطفا للتصفيات وفرض الأجندات، وهذا هو الضرر الأكبر والأخطر لو حدث. نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up